SHADOWS AND PHANTOMS

Mohammed Rouda's
ترشيحات الأوسكار الرسمية تعلن وسط غياب الأقليات
«المنبعث» و«ماد ماكس: طريق الغضب» يقودا المسابقة الصعبة.
بالم سبرينغز- محمد رُضـا
في حفل جمع ألوف المتابعين مباشرة أو عبر شبكات التواصل الإجتماعي مع بعض أهم المواقع الإعلامية، تم يوم أمس الخميس إعلان الترشيحات الرسمية لجوائز الأوسكار الأميركية في النسخة الثامنة والثمانين التي ستوزع في الثالث والعشرين من الشهر المقبل.
المسافة بين اليوم وبين ذلك التاريخ تزيد عن شهر وأسبوع، لكن الحديث إذ بدأ الآن، لن يتوقف خصوصاً وأن هناك أسماءاً فاجأت الأكاديمية الجميع بإدراجها، وأخرى فاجأتهم بتجاهلها. كذلك هناك حقيقة أن الأفلام التي تم استيعابها في مسابقة أوسكار أفضل فيلم (ثمانية) ليست متساوية في كل الأحوال. كالعادة سيتم التحيّـز لأفلام ضد أخرى ما يثير التساؤل حول دوافع ضمها عنوة عن أفلام أخرى غائبة.
غياب الأقليات
بداية، وعلى سبيل المثال، نجد أن المخرج ريدلي سكوت الذي فاز فيلمه «المريخ» بجائزة غولدن غلوب كأفضل فيلم درامي ليس مطروحاً في عداد المتسابقين لأوسكار أفضل مخرج.
الممثل جوني دَب الذي قدّم هذا العام أحد أفضل أداءاته منذ سنوات بعيدة عبر فيلم «قداس أسود»، اكتشف إنه لم يستطع جمع أصوات كافية لضمّـه إلى ترشيحات أفضل الممثلين في الأدوار الرئيسية.
وفيلم «غرفة»، الذي شغل بال عدد كبير من المهتمّـين بشؤون السينما لفوز بطلته بري لارسون بتقدير النقاد وبجائزة غولدن غلوب أخرى عن دورها البطولي هناك، تم تجاهله تماماً هنا.
لكن إذا ما كان كل ذلك وسواه من الأمور المتوقعة، إذ لابد أن يتم تغييب البعض لصالح البعض الآخر في نطاق عملية مشهود لها أن انتخابية سليمة الإجراءات تستجيب لقرارات وأصوات نحو 6000 عضو في أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، مانحة الأوسكار، على نحو ديمقراطي حقيقي، فإنه من الصعب قبول حقيقة أن كل الذين فازوا بالترشيحات من ممثلين وممثلات ومخرجين ومدراء تصوير أو كتاب سيناريو هم من البيض وحدهم. العديد في آخر نظرة على مواقع المؤسسات السينمائية تساءل عن أين غابت القوّة السوداء التي منحت قبل عامين ترشيحات سخية للسود تمثلت بوجود شيتوتيل إيفيجور، بطل فيلم «12 سنة عبداً» وبالممثلة المساندة في الفيلم ذاته لوبيتا نيونغ بين المرشحين. إيفيجور لم ينل الأوسكار (إذ خطف الجائزة ماثيو ماكونفي عن «دالاس بايرز كلوب») لكن نيونغ نالت أوسكار أفضل ممثلة مساندة عنوة عن كل الأسماء الشهيرة التي خاضت السباق معها ومن بينها البريطانية سالي هوكينز والأميركيتين جوليا روبرتس وجنيفر لورنس.
أكثر من ذلك، نال «12 سنة عبداً» أوسكاري أفضل فيلم وأفضل سيناريو، في حين نال المكسيكي ألفونسو كوارون أوسكار أفضل مخرج عن «جاذبية». ولا يُـخفى أن الممثل الصومالي بارخاد عبدي كان من ضمن المرشحين في فئة أفضل تمثيل رجالي مساند عن دوره في «كابتن فيليبس».
هذا العام كان هناك عدد لا بأس به من الأفلام التي أخرجها أو قام بالتمثيل فيها لاتينيون وأفارقة من بينهم إدريس ألبا الذي اُحتفي بدوره، في فيلم «وحوش بلا أمّـة»، في مناسبات عدّة خلال الأشهر القليلة الماضية لكنه لم يجد لنفسه موطأ قدم في الترشيحات الرسمية.
المخرج ف. غاري غراي الذي قدّم فيلماً جيّـداً اعتلى نجاحات على مستويات متعددة عنوانه «مباشرة من كومبتون» اختفى ذكره كذلك المخرج رايان كوغلر مخرج الفيلم الجيد «كريد». كذلك وجد بطل الفيلم مايكل ب. جوردان نفسه منفياً من الإحتمالات في الوقت الذي إختفى تماماً أيضاً الممثل البوارتو ريكو الأصل بينيثيو دل تورو عن الترشيحات عن «سيكاريو» بين مرشحي مسابقة أفضل فيلم مساند، هو المرشّـح لجائزة «بافتا» عن دوره هذا.
ما سبق دفع، حتى الآن، السياسي الإجتماعي آل شاربتون، لإصدار تصريح انتقد فيه غياب المواهب الأفرو-أميركية مندداً بما اعتبره كشف «للوجه الليبرالي والتقدمي المزيف» لهوليوود وذلك على الرغم من قيام الأكاديمية المسؤولة بدعوة 322 شخصاً من غير البيض للإنضمام إلى عضويتها الأمر الذي أثار قبولاً حسناً بين جهات ومؤسسات حقوقية ومدنية مختلفة.
إذ تكبر كرة الثلج هذه لتصل، على الأرجح، إلى إحداث مزيد من ردّات الفعل والتجاذب بين أطراف مختلفة، تبقى الأفلام التي أعلن عن دخولها الترشيحات الرسمية، والمواهب التي تم إطلاق أسمائها لتواكب الحفل في الثالث والعشرين من فبراير (شباط)، المثار الحقيقي للإهتمام حول العالم.
هذه الترشيحات تصب في كيانات مختلفة تبعاً للفئات التي تنتمي إليها بالطبع. وهناك ما يكفي من الحلوى لكي تنتشر على 29 فئة مختلفة من الأفلام الروائية الطويلة إلى تلك القصيرة ومن التمثيل إلى الكتابة والتصوير مروراً بالجوائز الفنية المتعددة (توليف وتوليف صوتي وموسيقا) وبأفلام تسجيلية وأعمال أجنبية.
غزو غير أميركي
«سبوتلايت»، الفيلم الذي يدور في عالم الصحافة من ناحية والمؤسسة الكاثوليكية من ناحية أخرى مبنياً على وقائع حقيقية خلال أواخر التسعينات ومطلع القرن الحالي، وجد لنفسه مكاناً في ترشيحات أفضل فيلم، كذلك ثلاثة أفلام عن السعي من أجل البقاء على قيد الحياة متمثلة بأفلام «المريخي» و«المنبعث» و«ماد ماكس: طريق الغضب».
الفيلم التشويقي «جسر الجواسيس» حول إطلاق سجين سوفييتي مقابل سجينين أميركيين (وهو بدوره مأخوذ عن وقائع حقيقية) يقابله «غرفة» حول هروب سجينة وإبنها من معتقل وحش آدمي، وهو من بطولة نسائية (لبري لارسون) كذلك حال «بروكلين» فهو أيضاً من بطولة نسائية لساويريس رونان. الفيلم الثامن بين تلك المرشّـحة عبارة عن ذلك الفيلم الكوميدي النبرة الذي يدور في إطار الوضع الإقتصادي للعام 2008 وعنوانه «ذا بيغ شورت».
على الجانب الكرتوني من الأفلام هناك ثلاثة أفلام غير أميركية هي «الولد والعالم» للبرازيلي ألي أبريو و«عندما كان مارني ثلاثة» للياباني هيروماسا يونيباياشا والفيلم الفرنسي التمويل (من قِـبل «ستديو كانال) «شون ذا شيب موفي» للمخرجين رتشارد ستارزاك ومارك بورتون.
الفيلمان الباقيان واحد منهما لجميع الأعمار وهو «إنسايد آوت» والثاني للراشدين وهو «أنوماليزا» من رسم دوك جونسون وكتابة تشارلي كوفمن.
على صعيد الأفلام غير الناطقة بالإنكليزية نجد «ذيب» للأردني ناجي أبو نوار في قائمة من خمسة أفلام تدخل أتون هذا السباق المهم. الفيلم يبدو الآن أيلاً إلى أصعب مراحل فوزه وهو العمل الذي يستحق التقدير فعلاً كونه أحد أبدع الأفلام العربية التي تم إنتاجها في العامين الماضيين والوحيد الذي غزا الأسواق الدولية على نحو واسع، كما كان الحال بالنسبة لفيلم «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور قبل ثلاثة أعوام.
في المقابل هنا «إبن شاوول» من المجر و«موستانغ» الفرنسي و«حرب» الدنماركي و«أحضن الأفعى» القادم بثلاث رايات لاتينية هي كولمبيا وفنزويلا وأرجنتينا.
وهناك دول أخرى متعددة في سباق أوسكار أفضل تسجيلي طويل ولو أنها جميعاً ناطقة بالإنكليزية. من بريطانيا «آمي» لعاصف قبضايا و«ماذا حدث مس سايمون؟» لليز غاربوز. كلا هذين الفيلمين، للملاحظة، عن فنانتين موسيقيّـتين شهيرتين فالأول عن حياة آمي واينهاوس، المغنية البريطانية التي توفيت نتيجة الشرب في العام 2011 عن 27 سنة فقط، والثاني عن المغنية الرائعة نينا سايمون (1933-2003) التي غنّـت الصول والبلوز للعشاق كما لهواة الأغنية السياسية.
الفيلم الأوكراني عن الثورة التي أطاحت، تدريجاً بالرئيس السابق وأدت إلى نشوب نزاع روسي- أوكراني حالي «شتاء على نار» هو ثالث هذه الأفلام التسجيلية الساعية للأوسكار في هذا النطاق. الفيلمان الآخران هما «نظرة الصمت» لجوشوا أوبنهايمر، سياسي آخر حول إعدامات السُـلطة الإندنوسية في ستينات القرن الماضي و«كارتل لاند» لماثيو هاينمان عن الحرب ضد عصابات الكارتل المكسيكية على الحدود الأميركية وفي داخل المكسيك ذاتها.
ممثلون وممثلات
خمسة فقط من مخرجي الأفلام الثمانية المتنافسة على أوسكار أفضل فيلم موجود في سباق الإخراج وهم اليخاندرو غونزاليز إيناريتو عن «المنبعث» وتوم ماكارثي عن «سبوتلايت» وجورج ميلر عن «ماد ماكس: طريق الغضب» وأدام ماكاي عن «ذا بيغ شورت». المخرج الخامس هو ليني أبرامسون عن فيلم «غرفة».
على صعيد التمثيل يعاود إيدي ردماين عن «الفتاة الدنماركية» وليوناردو ديكابريو عن «المنبعث» وبرايان كرانستون ومات دامون عن «المريخي» التنافس وجهاً لوجه بعد منافستهم على جوائز الغولدن غلوبس. الوحيد الجديد في هذا الإطار هو مايكل فاسبيندر الذي غاب في تلك الجوائز ويظهر هنا عن دوره في «ستيف جوبز».
نسائياً لدينا شارلوت رامبلينغ عن «45 سنة» وجنيفر لورنس عن «جوي» وساويريس رونان عن «بروكلين» وبري لارسون عن «غرفة» وكايت بلانشيت عن «كارول» وكلهن، بإستثناء رامبلينغ، تنافسن على جائزة غولدن غلوب.
في فئة الممثلين المساندين لدينا مارك ريلانس عن «جسر الجواسيس» وسلفستر ستالون عن «كريد» (نال حظه بغولدن غلوب عن الفئة ذاتها) وتوم هاردي عن «المنبعث» ثم الجيد مارك روفالو عن «سبوتلايت» وكريستيان بايل عن «ذا بيغ شورت».
نسائياً في هذا الإطار نجد البريطانيتان كايت ونلست عن «ستيف جوبز» (وهي من نالت الغولدن غلوب عن هذا الفيلم أيضاً) وأليسا فيكاندر عن «الفتاة الدنماركية». باقي المتسابقات هن جنيفر جاسون لي عن «الكارهون الثمانية» وراتشل ماكأدامز عن «سبوتلايت» وروني مارا عن «كارول».

من «ذيب»: الفيلم الأردني داخل الترشيحات الرسمية

The Big Short
